أقرب ما تكون بالنسبة لى إلى خواطر فرناندوا بيسوا بيد أننى أعرف أنه ليس هو من كتبها لكنها مؤلفات أقرب إلى إسلوبه عن غيره من الأدباء ، لكن عليك إخبارنا بمن كتب ذلك علنا نجد بعض خواطره يوماً و نتغنى بها كونها تعبر عن شخص شاخصة حالته فى الوجدان يعرف بالضبط ماهيته
إقتباسات راقت لى :
أشعر في قرارة روحي بأسف قدسي على كل شيء. أسى معمم بالنحيب والغصّات على نزول لعنة الأحلام بأجساد الذين حلموا بها. وأكره دونما كراهية كل الشعراء الذين نظموا القصائد، كل المثاليين الذين رأوا تحقق مثالهم، كل الذين حصلوا على ما أرادوه.
أتسكع في الشوارع الهادئة علي غير هدى، أمشي الى أن يتعب جسدي كروحي، فأتأسى مشارفاً تخوم ذاك الأسى الأليف القديم الذي يود مني أن أشعر به، مشفقاً على نفسه بعطف أمومي متعذر على الوصف يتحول الى موسيقى.
تستقبل الروح دائماً كل تغيير في روتين المرء المعهود كأنه امتياز تنقصه الألفة، متعة يشوبها القليل من عدم الارتياح. كل من يغادر المكتب في الساعة الخامسة بينما هو معتاد على المغادرة في السادسة فسوف يجرّب بالتأكيد عطلة ذهنية، وشعوراً شبيهاً بالأسف لأنه لا يعرف ما هو صانع بنفسه.
الأمل؟ بمّ سآمل؟ لا يعدني النهار بأكثر من كونه نهاراً، وأنا أعرف إن له مدة محددة وسوف ينتهي. يواسيني الضوء ولكنه لا يحسّن حالتي، لأنني سأبتعد وأنا الرجل نفسه ـ كبرت بضع ساعات فحسب، مع إحساس أو اثنين أكثر سعادة، وفكرة أو اثنتين أكثر حزناً.
أرى كما كنت أرى، لكني ـ وراء عيني ـ أرى إنني أرى، وذلك يكفي كي تعتم الشمس ويشيخ اخضرار الشجر وتذبل الأزهار قبل أن تتفتح. أجل، ذات مرة كنت منتمياً الى هذا المكان هنا؛ أما اليوم، أمام كل مشهد، مهما تألقت نضارته، فأقف مثل أجنبي. ضيف وحاج، غريباً عما أراه وأسمعه، عجوزاً قدام نفسي.
لقد رأيت كل شيء، رأيت حتى ما لم أره قط ولن أراه أبداً. ذكرى مناظر المستقبل تتدفق في دمي، وقلقي إزاء ما يتعيّن عليّ أن أراه مرة أخرى قد أضحى رتيباً بالنسبة إليّ.
ليتنى كنت طفلا يضع مراكب من ورق فى بركة إحدى الضيعات الريفية بمظلة خشنة من تشابكات عريشة تصنع فتحات من ضوء وظل أخضر فى الانعكاسات المعتمة للماء الضحل
أظن أني اعرف من هو مالك هذه الغابة
لكن بيته في القرية
و لن يراني و أنا واقف هنا
أتأمل غابته و هي تمتليء بالثلج
لا بد و أن حصاني الصغير يتعجب
من وقوفي حيث لا يوجد اي بيت
بين الغابة و البحيرة المتجمدة
في أكثر أمسيات السنة اظلامًا
و يقوم بهز الجرس المعلق بعنقه
و كأنه يسأل عن الخطب
و لا يوجد صوت عدا ذلك
سوى صوت الريح الخفيفة و ندف الثلج
الغابة عميقة مظلمة و عذبة
لكن لدي مواعيد أفي بها
و أميال يجب أن أقطعها قبل أن أنام
و أميال يجب أن أقطعها قبل أن أنام
و أخيراً من خواطرى :
http://www.ejaaba.com/670534