ظل عقبة بن نافع، كما جاء في موسوعة (التاريخ الإسلامي - فتح شمال إفريقيا) يواصل فتوحاته ونشر الإسلام حتى عزله معاوية وولى مكانه أبا المهاجر دينار، الذي كان يتمتع إلى جانب مهارته العسكرية بقدر من الكياسة وحسن التصرف والفطنة، حيث أدرك أن البربر سكان الشمال الإفريقي قوم أشداء، يعتدون بكرامتهم ويحرصون على حريتهم كالعرب تماماً، وأن سياسة اللين والتسامح قد تجدي معهم أكثر من سياسة الشدة. ونجحت سياسته في اجتذاب البربر إلى الإسلام، وبخاصة عندما أظهر تسامحاً كبيراً مع زعيمهم كسيلة بن لمزم، الذي أظهر الاسلام.
لم يمض وقت كثير حتى عاد عقبة بن نافع إلى قيادة الجهاد ببلاد المغرب وانتقل أبو المهاجر إلى صفوف الجنود، فقرر استئناف مسيرة الفتح الإسلامي من حيث انتهى أبو المهاجر، وكانت مدينة طنجة هي آخر محطات الفتح أيام أبي المهاجر الذي كان قد أشار على عقبة ألا يدخل مدينة طنجة على اعتبار أن كسيلة زعيم البربر أسلم. غير أن عقبة كان يشك في نوايا وصحة إسلام كسيلة، فقرر الانطلاق لمواصلة الجهاد مروراً بطنجة وما حولها، خاصة أن للروم حاميات كثيرة في المغرب الأوسط.
في هذه الأثناء كان أبو المهاجر في ركب عقبة ولكن عقبة غضب منه فقيده، فلما رأى أبو المهاجر هجوم كسيلة ومن معه على المسلمين غضب وشعر بالغدر، لأنه كان يعتقد أن إسلام كسيلة حقيقي .ففك عقبة وثاقه وقال له: ألحق بالقيروان وقم بأمر المسلمين وأنا أغتنم الشهادة، فقال أبو المهاجر: وأنا أيضا أريد الشهادة، وكسر عقبة والمسلمون أجفان سيوفهم واقتتلوا مع البربر حتى استشهد عقبة وكل من معه في أرض الزاب سنة 63 هجرية.
المصدر:
http://www.alkhaleej.ae/supplements/page/83dc2d60-4f39-4da8-8334-7ef9d46a18a5